«الناظوركوت».. المندرين المغربي نجم معرض «فروت لوجيستيكا» ببرلين

لفت صنف المندرين المغربي “الناظوركوت”، الأنظار خلال الدورة الثانية والثلاثين لمعرض “فروت لوجيستيكا” ببرلين، حيث جذب انتباه الزوار وتفوق على الأصناف المنافسة، وهو ما يعكس مكانته البارزة في السوق العالمية للفاكهة.
وبلونه البرتقالي الزاهي ولمعانه المميز، يكتسب “الناظوركوت” اسمه من دمج اسم البشير الناظوري، الباحث الزراعي المغربي الراحل، الذي طور هذا الصنف، مع اسم “موركوت”، الصنف الأصلي الذي انبثقت عنه هذه الفاكهة. ويشكل هذا الصنف مصدر فخر للفلاحين والم صدرين المغاربة الذين شاركوا في هذا الحدث العالمي.
وبعد أكثر من ثلاثين عاما على تطويره في الثمانينيات وتسويقه خلال العقد التالي، لا يزال “الناظوركوت”، جوهرة البحث الزراعي المغربي، يحتفظ بجودته وتميزه، مواصلا استقطاب اهتمام مزارعي الحمضيات والمستوردين والمستهلكين في مختلف أنحاء العالم.
وقد تبنى بعض المنتجين الدوليين هذا الصنف، حيث يقومون بزراعته تحت ترخيص من “نادوركوت بروتكشن” في عدة بلدان عبر العالم، مما يرسخ الإرث الزراعي المغربي في مجال الحمضيات.
ويمتاز “الناظوركوت” بمزاياه الغذائية ونكهته الفريدة التي تجعله متميزا عن باقي أصناف المندرين. كما يساهم في تعزيز مكانة العلامة التجارية “صنع في المغرب” في السوق العالمية للحمضيات، حيث يتم تصديره إلى أوروبا والولايات المتحدة وجنوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية والصين تحت اسمه الأصلي “الناظوركوت”.
وإلى جانب الحماية التي يتمتع بها بموجب حقوق الملكية الفكرية، يتوفر “الناظوركوت” على هيئة تنظيمية خاصة به، وهي “جمعية منتجي الناضوركوت بالمغرب”، التي تضم 350 مزارعا مغربيا يعملون في إنتاج هذا الصنف المميز من “الحمضيات الشبكية”.
وخلال مشاركته في “فروت لوجيستيكا”، الذي انعقد في العاصمة الألمانية بين 5 و7 فبراير بمشاركة 28 فاعلا مغربيا في القطاع الفلاحي والتصدير، أعرب عزيز العراقي، المدير العام لجمعية منتجي الناضوركوت بالمغرب، عن ارتياحه للإقبال الكبير الذي يحظى به “الناظوركوت” والإمكانات الكبيرة التي يوفرها هذا الصنف الذي يمثل واجهة مشرقة للتراث الفلاحي المغربي.
وأوضح العراقي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن حجم صادرات “الناظوركوت” بلغ خلال موسم 2024-2025 نحو 300 ألف طن، مزروعة على مساحة تتجاوز 10 آلاف هكتار في المغرب، مقابل 197 ألف طن خلال الموسم الفلاحي 2020-2021.
ويشكل “الناظوركوت” 50 بالمائة من إجمالي صادرات المغرب من الحمضيات، والتي تبلغ حوالي 600 ألف طن سنويا، كما يحقق أكثر من 70 بالمائة من عائدات التصدير في هذا القطاع، نظرا لسعره المرتفع الذي يعكس جودته الفريدة، بحسب السيد العراقي.
وأشار إلى أن أصناف “الناظوركوت” تزرع أيضا في بلدان أخرى مثل جنوب إفريقيا وإسبانيا، حيث يتم استغلال حوالي 10 آلاف هكتار من الأراضي تحت ترخيص مغربي. كما أوضح أن جمعية منتجي “الناظوركوت” بالمغرب تربطها علاقات تعاون وتبادل مع الجمعيات الدولية المنتجة لهذا الصنف.
وحول الخصائص التي تجعل “الناظوركوت” مطلوبا عالميا، أفاد العراقي بأن هذه “الفاكهة المتأخرة النضج” تتميز بفترة تصدير تمتد من دجنبر إلى أبريل، مما يسمح بتسويقها بشكل مختلف عن باقي أصناف المندرين.
وتزرع بساتين “الناظوركوت” المغربية في مناطق فلاحية خصبة تشمل شيشاوة ومراكش وسوس-ماسة والغرب وآسفي وبني ملال وبركان وقلعة السراغنة. وتشتهر هذه الفاكهة بثلاث مزايا رئيسية: سهولة التقشير، قلة البذور، وعصارتها الغنية، وفق ما أكده السيد العراقي.
وفي معرض “فروت لوجيستيكا”، قدم العراقي، الهوية البصرية الجديدة لعلامة “Nadorcott Of Morocco”، مشيرا إلى أن الجمعية تهدف إلى تعزيز مكانة هذا الصنف على المستوى الدولي وترسيخ سمعته بين المستوردين والموزعين.
ومع استمرار “الناظوركوت” في فرض نفسه وترسيخ مكانته في السوق العالمية، أضحى اليوم عنصرا أساسيا في تجارة التجزئة الدولية، سواء كان منتجا في المغرب أو في بلدان أخرى.
غير أن الابتكار الزراعي المغربي لا يتوقف هنا، حيث شهد معرض “فروت لوجيستيكا” في برلين الكشف عن صنف جديد من المندرين الفاخر أطلق عليه اسم “السويتكوت” (Sweetcott).