الحراجة الزراعية رافعة قوية لمواجهة التحديات المناخية والغذائية

أكد أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بمكناس، أن الحراجة الزراعية، التي كانت في صلب مناقشات المؤتمر الوزاري السنوي الخامس مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، تشكل رافعة قوية للاستجابة بشكل ملموس ومستدام للتحديات المناخية والغذائية.

وخلال هذا المؤتمر، الذي انعقد بمناسبة الدورة الـ17 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، قال البواري إن “الحراجة الزراعية تعد أكثر من مجرد تقنية، فهي رؤية لمستقبل فلاحتنا، وتشكل جوابا إفريقيا م كي فا ومجربا مبنيا على معارفنا وأراضينا. الحراجة الزراعية تعيد تأهيل التربة وتحافظ على المياه وتولد الدخل وتوفر فرص عمل، لذلك يجب أن تصبح ركيزة أساسية لسياساتنا الفلاحية والمناخية”.

وأشار الوزير إلى أن الحراجة الزراعية، في ضوء المبادرات الإفريقية الكبرى مثل الجدار الأخضر العظيم في منطقة الساحل أو مبادرة «AFR100» لاستعادة المناظر الطبيعية للغابات، ت ظهر أن التحالف بين الطبيعة والفلاحة يمكن أن يصبح رافعة قوية للتحول الإقليمي والتنمية القروية.

وتابع أنه “بحلول سنة 2040، يمكننا تحقيق نموذج فلاحي إفريقي جديد، يقوم على ثلاثة ركائز تتمثل في الذكاء الإيكولوجي، مع أنظمة فعالة للحراجة الزراعية، والعدالة الاقتصادية، بفضل سلاسل القيمة القروية الشاملة، والسيادة الغذائية المدعومة بالفلاحة المتكيفة مع المناخ والمرتبطة بالأسواق”.

كما شدد البواري على ضرورة إدماج الشباب والنساء بشكل كامل في هذه الرؤية، باعتبارهم ركائز أساسية للتغيير، مبرزا أن الاستثمار في تكوينهم وضمان ولوجهم إلى الأراضي والتكنولوجيات والتمويل يعد شرطا أساسيا لتحقيق انتقال فلاحي مستدام وشامل وواعد.

من جانبه، توقف الأمين العام للمبادرة، «سيني نافو»، عند أهمية الموضوع الذي تم اختياره هذه السنة لهذا المؤتمر الوزاري والذي يسلط الضوء على الحراجة الزراعية كحل استراتيجي لمكافحة التغير المناخي وتعزيز الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.

وأوضح أن هذه الممارسة الزراعية تسهم في الحفاظ على الأراضي وتنويعها وزيادة دخل الفلاحين، في حين تضطلع بدور حاسم في امتصاص الكربون.

واعتبر «نافو» أنه قبيل بضعة أشهر من انعقاد مؤتمر الأطراف «COP30» في منطقة الأمازون، من المهم وضع الحراجة الزراعية في صلب النقاشات الدولية.

وأضاف أن التحدي الذي تواجهه إفريقيا هو التحدث بصوت واحد ورؤية واضحة من أجل جعل أولوياتها مسموعة والتأثير أكثر في المفاوضات العالمية المستقبلية.

يشار إلى أن هذا المؤتمر، المنعقد تحت شعار “الحراجة الزراعية والصمود المناخي: رؤية إفريقية للأمن الغذائي والتنمية المستدامة”، جمع وزراء الفلاحة الأفارقة ومجموعة من الجهات المعنية، بينها المؤسسات المالية والتقنية والشركاء في مجال التنمية وممثلي القطاع الخاص، فضلا عن الباحثين والأكاديميين والعلماء.

ويشكل هذا المؤتمر منصة سياسية رفيعة المستوى تجمع وزراء الفلاحة الأفارقة لتحديد معالم التوجهات الاستراتيجية الكبرى للمبادرة وتعزيز التنسيق القاري من أجل فلاحة قادرة على الصمود أمام التحديات المناخية المتزايدة.

وتحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ينظم الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2025 على مساحة تقدر بـ 370 ألف متر مربع، بمشاركة 1500 عارض يمثلون 70 دولة.

ويعتبر هذا الملتقى، الذي يمثل موعدا قويا للسياسات الفلاحية، محطة هامة لتعزيز التبادلات وتوطيد الشراكات الدولية وتسليط الضوء على الإجابات العملية للتحديات التي يواجهها القطاع الفلاحي.