بفعل الأمطار.. آمال منتجي الشمندر السكري تنتعش بمنطقة دكالة

ساهمت التساقطات المطرية الأخيرة، التي شهدتها منطقة دكالة، خاصة خلال شهري فبراير ومارس المنصرمين، في إنعاش آمال منتجي الشمندر السكري وتخفيف العبء عنهم، بعد ظروف مناخية صعبة اتسمت بقلة التساقطات وتأثيرات الإجهاد المائي.

ومكنت هذه الأمطار، التي كان لها أثر إيجابي في التخفيف من وطأة فترة جفاف عانت منها منطقة دكالة على غرار سائر مناطق المملكة، من إحياء الأمل لدى منتجي مادة الشمندر السكري، في تحقيق موسم جيد لهذا النوع من الزراعات.

وأكد أحمد أعماجو، المهندس بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة، أن تعاقب سنوات الجفاف التي شهدها المغرب عموما ومنطقة دكالة على وجه الخصوص، أدى إلى توقف الحصة المائية المخصصة للسقي بمنطقة دكالة عبدة.

وأضاف، أن اللجنة التقنية الجهوية، التي تضم المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي وجمعية منتجي الشمندر ومعمل السكر، عملت على ضمان استمرارية زراعة الشمندر السكري، عبر اتخاذ مجموعة من التدابير للتكيف مع الظروف المناخية الصعبة، والقيام بعدد من الإجراءات لمواجهة الخصاص المائي.

وأشار أعماجو، وهو أيضا رئيس محطة التجارب التنمية الفلاحية بالزمامرة، إلى أن اللجنة التقنية قامت بالرفع من حجم المساحة المخصصة للموسم الفلاحي الجاري إلى 8425 هكتار، أي بزيادة 28 في المئة مقارنة مع الموسم الماضي، كما خصصت زيادة تقدر بحوالي 80 درهم/للطن، حيث تم رفع السعر إلى 630 درهم للطن الواحد من الشمندر.

من جهته، أبرز عبد القادر قنديل، رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات منتجي النباتات السكرية بالمغرب ورئيس جمعية منتجي الشمندر بدكالة عبدة، أن زراعة الشمندر تبشر بموسم جيد خلال هذه السنة، وذلك بفضل التساقطات المطرية الأخيرة، وكذا الاهتمام الكبير الذي توليه شركة “كوسومار” للفلاحين، من حيث توفير عوامل الإنتاج والتحفيز المادي الذي بلغ 80 درهم للطن الواحد.

وأضاف قنديل أن زراعة الشمندر تكتسي أهمية كبرى بالنسبة للفلاحين، بالنظر لما تدره من عائدات مالية وأوراق علفية للاستهلاك الحيواني، مما دفع باللجنة التقنية إلى برمجة مساحة تقدر بـ 15 ألف هكتار خلال الموسم الفلاحي المقبل.

وقال يوسف البغلي، وهو فلاح من مركز 343 بتراب الغربية، إنه اعتاد على زراعة الشمندر السكري منذ 1994، والتي أضحت جزءا من الثقافة المحلية، بفضل مساهمتها في تعزيز دخل الفلاحين وتنمية المنطقة عموما.

وحسب معطيات للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بدكالة، فإن المساحة المزروعة بالشمندر السكري بلغت، خلال الموسم الفلاحي 2024-2025، على مستوى المدار السقوي لدكالة، ما مجموعه 8425 هكتار، مقارنة بـ 6600 هكتار خلال الموسم الفارط، وتعتمد كليا على مياه الآبار.

وتضطلع زراعة الشمندر السكري بهذه المنطقة بدور اجتماعي واقتصادي متزايد، حيث تتبوأ موقعا استراتيجيا من حيث مساهمتها في تعزيز الأمن الغذائي، وإحداث دينامية تنموية متزايدة، وتوفير فرص الشغل في القطاعين الفلاحي والصناعي.

وتجدر الإشارة إلى أن منطقة دكالة تعد من بين أهم مناطق إنتاج الزراعات السكرية في المغرب، حيث تتمتع هذه المنطقة بظروف طبيعية ومناخية مواتية من حيث التوفر على تربة خصبة وتساقطات مطرية مهمة.

يذكر أن الموسم الحالي عرف تساقطات مطرية بلغت 166 ملم، أي ما يمثل زيادة بنسبة 7 في المئة مقارنة مع الموسم الماضي (147 ملم). كما اتسمت التساقطات بعدم الانتظام حيث تم تسجيل 70 في المئة منها خلال فبراير ومارس 2025.