أكدت جميلة العلمي، مديرة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، أن الإنتاج العلمي الوطني في مجال النباتات الطبية والعطرية يشهد تحسنا مستمرا.
وأبرزت العلمي، التي كانت تتحدث خلال المؤتمر الدولي الأول حول النباتات الطبية والعطرية، الذي تنظمه الوكالة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية، أنه استنادا إلى قاعدة البيانات “سكوبوس”، ارتفع متوسط المنشورات خلال خمس سنوات من 156 خلال الفترة ما بين 2015 و2019 إلى 495 خلال الفترة بين سنتي 2020 و 2024، أي بزيادة تفوق 217 في المائة.
وأشارت مديرة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني إلى أنه فيما يخص متوسط الاستشهادات، فقد ارتفع من جانبه من 5177 خلال الفترة 2015-2019 إلى 6163 خلال الفترة ما بين 2020 و 2024، بينما تم بحسب قاعدة البيانات “ويب أوف ساينس” تسجيل تطور في متوسط المنشورات من 106 خلال الفترة 2019-2015 إلى 398 منشورا خلال الفترة 2020-2024 (أي بزيادة تفوق 275 في المائة).
وأشارت المسؤولة ذاتها إلى أن متوسط عدد الاستشهادات انتقل من 467 خلال الفترة 2015-2019 إلى 6334 خلال الفترة الممتدة من 2020 إلى 2024.
وأوضحت العلمي إلى أنه بحسب قاعدتي المعطيات سالفتي الذكر، احتلت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المرتبة الأولى وطنيا من حيث عدد المنشورات العلمية في مجال النباتات الطبية والعطرية خلال الفترة 2015-2024.
وسجلت أن المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، باعتباره أحد الركائز الأساسية للنظام الوطني للبحث والابتكار، يضع تثمين الموارد الطبيعية في صلب أولوياته، مؤكدة أن المركز يدعم بشكل نشيط مشاريع وبرامج البحث التطبيقي ونقل التكنولوجيا، من خلال تعبئة التمويلات العمومية والخاصة، وخلق شراكات، وتوفير بنى تحتية متقدمة للباحثين، سواء على المستوى التحليلي أو الرقمي.
كما أشادت بالحصيلة الإيجابية للنسخ الأربع من برنامج دعم البحث العلمي في مجال تثمين النباتات الطبية والعطرية، الذي أطلقته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بشراكة مع المركز والوكالة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية والجامعات العمومية، الذي مكن من تمويل أزيد من 60 مشروعا بميزانية إجمالية تقدر ب 37 مليون درهم خلال الفترة 2018-2022.
وأضافت العلمي أن هذا البرنامج مكن من دعم 61 مشروعا، مسجلة أن النسخ الثلاث الأولى أسفرت، وفق حصيلة مؤقتة، عن نشر أكثر من 410 مقالات علمية، وإيداع 6 براءات اختراع، ومناقشة 13 أطروحة دكتوراه، مما يعكس التميز وروح الابتكار التي تميز فرقنا البحثية.
وأبرزت أن المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ينهج استراتيجية طموحة لإطلاق طلبات عروض مشاريع موضوعاتية تشمل قطاعات استراتيجية وذات أولوية، تشمل الفلاحة والصحة والطاقة والبيئة، إضافة إلى مجالات خاصة مثل الفوسفاط والسلامة الطرقية وكوفيد-19، والنباتات الطبية والعطرية والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
وأضافت أن هذه الاستراتيجية مكنت من إطلاق 11 برنامجا و15 طلب مشاريع بين سنتي 2015 و2024، عبأت أزيد من 797 مليون درهم مولتها، على الخصوص، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وهو ما مكن من دعم 687 مشروعا.
كما استعرضت الجهود المبذولة من قبل المركز لتعزيز التآزر العلمي وإرساء أسس بحث علمي بمعايير دولية مرتبط بالأولويات الوطنية، وتعبئة التمويلات الدولية في إطار التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، بهدف تشجيع التنقل والإشراف المشترك على أطاريح الدكتوراه.
من جهة أخرى، أكدت المسؤولة أن المغرب يزخر بإرث غني من النباتات الطبية والعطرية، وهو كنز حقيقي من التنوع البيولوجي والخبرة، مبرزة أن التقدم العلمي والتكنولوجي يتيح للمملكة استثمار هذا الرصيد بشكل أمثل في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.